بدأ أسبوع الأزياء الراقية في باريس لخريف وشتاء 2025 -2024 بتحول جذري بالنسبة لسكياباريللي Schiaparelli. مع تعطيل الألعاب الأولمبية لعام 2024 للأماكن المعتادة، استبدل قصر Petit Palais الكبير بطابق سفلي مضاء بشكل خافت ومزين بالثريا في فندق Salomon de Rothschild. مستوحى من لوحات باليه ديغا، تصور المدير الإبداعي دانييل روزبيري “تجربة سينمائية” – وهو تناقض صارخ مع عظمة القصر الصغير. فماذ عن تفاصيل هذه المجموعة ؟
بصمة المصمم روزبيري
اختار روزبيري، المعروف بتصميماته المذهلة، أسلوباً أكثر هدوءًا هذا الموسم في أسبوع الأزياء الراقية في باريس. لقد اختفت الألوان النابضة بالحياة والصور الظلية الضخمة، وحل محلها التركيز على الشكل الأنثوي والموضوع المثير المستوحى من الرقص.
كان وصول كايلي جينر بفستان مشد وردي كاشف ينذر بجمالية البدوار للمجموعة. تحاكي تصاميم الساعة الرملية زجاجة عطر Shocking الشهيرة المصممة لإلسا سكياباريللي، بينما تشير أيضاً إلى تأثير جان بول غوتييه.
باليه سريالي مفعم بالإثارة
بدأ العرض بوتيرة مريحة، مع ظهور عارضات الأزياء أمام جمهور مرصع بالنجوم ومن بينهم دوجا كات، وسيلما بلير، وكيلي روثرفورد. كان هدف Roseberry هو تقديم “باليه سريالي مفعم بالإثارة”، وهو واضح من النظرة الأولى – عباءة سوداء بأكتاف تشبه طائر الفينيق مستوحاة من تكريم سكياباريللي لراقصة الباليه آنا بافلوفا.في هذا السياق تعرفي على إطلالات كايلي جينر ودوجا كات في عرض Schiaparelli للأزياء الراقية في باريس
تفاصيل دقيقة لا تقاوم
وأبرز التوهج الكهرماني المنبعث من الثريات تفاصيل المجموعة المعقدة. زيّن النحاس الذهبي المطروق ثوباً مخملياً أسود، بينما أضاف التطريز الشائك ثلاثي الأبعاد لمسة من الظلام إلى فستان صدري وبدلة عارية.
تناوبت مجموعة Roseberry ببراعة بين الأغماد المنحوتة المصنوعة من شرائط متعددة الطبقات المتدرجة من التول الصلب. جسدت المجموعة إحساساً بالإتقان الخالد المتشابك مع روح الشباب المتمردة.
اختارت Roseberry مزاجاً أكثر “هادئاً وغير متأثر” ، مع الموسيقى التي تميل نحو الرثائي بدلاً من العرض. كان يهدف إلى إنشاء مجموعة تتجاوز اتجاهات وسائل التواصل الإجتماعي العابرة، مع التركيز بدلاً من ذلك على الجمال الدائم للملابس نفسها. في هذا الموسم، احتضنت سكاباريلي جانباً أكثر قتامة وأكثر حميمية من الأزياء الراقية.
تمت إعادة تفسير تصميم إلسا الكلاسيكي على شكل ثقب المفتاح على شكل دمعة تقطع منتصف الفستان المغطى بالكريستال، كما أن أناقتها التي لا يمكن إنكارها ساهمت في ظهور قطع الساتان اللامعة مع التول المنفوش. المظهر النهائي – مشد عاري مع أحجار كريمة داكنة وتنورة سوداء لامعة – يرقى إلى مستوى المشاعر التي شاركها رفيق مقرب مع Roseberry of the House: “الناس لا يشترون Schiaparelli، بل يجمعونها”، كما كشف في ملاحظات العرض الخاصة به.
إلسا سكياباريللي.. طائر الفينيق
بحلول شهر مارس من العام 1932، كانت إلسا سكياباريللي Elsa Schiaparelli قد اكتسبت سمعتها بالفعل: رائدة أعمال حقيقية في تغيير الأشكال، عملت على محو الخطوط الفاصلة بين الموضة والفن وبالتالي بين الحياة والفن. شكلت لغزاً عظيماً، صادمة بحريتها المطلقة، وجموح قدرتها الواضحة بعدم الإهتمام بالتقاليد.
بعد تسع سنوات، وفي حفل افتتاح مطعم Ambassadeurs في باريس، ارتدت سكياباريللي Schiaparelli ثوباً رسمه دوناند (Dunand)، مع وشاح مصنوع من ريش الديك ملفوف بأناقة حول كتفيها. كان ذلك بمثابة تكريم لراقصة الباليه العظيمة آنا بافلوفا (Anna Pavlova)، التي توفيت في نفس العام، والتي بشعرها الأسود القصير وملامحها الحادة غالباً ما كانت سكياباريللي مخطئة في حقها. هكذا، وكما كانت بافلوفا (Pavlova) مرتبطة دائماً بأدائها الأيقوني في “The Dying Swan”، كانت سكياباريللي Schiaparelli بمثابة طائر الفينيق، مخلوقة سحرية تكمن قوتها في قدرتها المتواصلة على إعادة ابتكار نفسها ليس فقط نفسها، بل الموضة أيضاً.
مجموعة تكّرم موهبة Elsa
سياق هذه المجموعة، التي تكرم موهبة إلسا Elsa الفريدة في التجدد، يأتي في المرتبة الثانية بعد شكلها فقط. كل قطعة واضحة في صورتها الظلية وتقنياتها: يمكنك رؤية أصول كل إطلالة، ومراحل انتقال كل قطعة من الرسم إلى الدراسة ثم إلى القماش. إضافة إلى ذلك، فإن كل إطلالة هنا تهدف إلى إثارة نوع من المشاعر، وإن كانت – على حد تعبير همنغواي – عاطفة يتمّ التحكّم فيها بعمق. يسعى كل ثوب، وكل بوستيه، وكل حذاء، وكل قطعة من الريش المخملي المطوي، أو نتوءات الأورغانزا الثلاثية، إلى جذب الأنظار بقوة. يهدف التصميم الأكبر أيضاً إلى الإستحواذ على المشاعر وأسرها، مع لمسة ساحرة من الغموض، حفاظاً على أسراره. قد يهمك Schiaparelli للأزياء الراقية ربيع وصيف 2024 خلال أسبوع الموضة في باريس
يشكل هذا التصميم الأكبر في عالم دار سكياباريللي Maison Schiaparelli الذي هو في توسّع مستمر. هذا النوع من التفاني مستوحى بالكامل من العلاقة الفريدة بين العميل والإبداع. هذا ما يجعل تصميم الأزياء الراقية مميزاً للغاية: فهو تعبير عن رؤيتي للدار اليوم، رؤية بعيدة كل البعد عن التسويق والترويج. لكنه أيضاً شيء آخر: إنه طريقة لتكريم تلك العلاقة بالنسبة لي، واحدة من أكثر العلاقات حميمية في العالم – تلك التي أعطي من خلالها المرأة القدرة على أن تولد من جديد، مراراً وتكراراً.
مجموعة سكياباريللي Schiaparelli لخريف وشتاء 2024-2025
