للمرّة الأولى في هذا الموسم، يُقدّم Kim Jones المدير الإبداعيّ لمجموعات “ديور” Dior الرجاليّة، تشكيلة من التصاميم الراقية Haute Couture للرجال. تمّ طرح هذه المجموعات ككيان منفصل وإنّما مترابط مع الألبسة الجاهزة في الوقت ذاته، وهي تستكشف، باستمداد الوحي من شخصيّة Nureyev فكرة عيش حياتَين متناقضتَي الجوانب. ومع ذلك، فإنّ كلاهما يتميّزان في جوهرهما بحسّ الصرامة، والتميّز، والراحة، والرصانة.
من جديد، وبالاستلهام من أرشيف Dior، تمّ نقل أسلوب الخياطة الرسميّة الخاصة بـSaint Laurent مرّة أخرى إلى عالم الرجال، مع التركيز بشكل خاص على الأحجام، والفتحات، والثنيات، والياقات التي كانت تُميّز تصاميمه. ومن ناحية أخرى، أُضفي على بذلة Bar التي صمّمها السيّد Dior لمسة مُتجدّدة من الطابع الذكوريّ، بحيث تجمع بين نمط Oblique الخاص بـJones والذي يستخدمه منذ مجموعته الأولى لـDior مع طيّات طويلة في ناحية السترة الأماميّة المُزوّدة بصفيّن من الأزرار إلى جانب تحديد الخصر الذي اشتهرت به إطلالة Bar بقَصّة انسيابيّة.
تم استخدام الأسلوب المينيماليّ المُبسّط من الستينيّات والسبعينيات في السترات المُزوّدة بصف واحد من الأزرار المقرونة مع السراويل الواسعة قليلاً ممّا نتج عنها بذلات مصنوعة من الصوف بدرجات لونيّة هادئة مختلفة. وهنا، يتجلّى أسلوب Nureyev وأسلوب الراقص المُتمرّس، ليظهر أيضًا على الرداءات السرواليّة “جمبسوت” الصوفيّة المزوّدة بسحاب، والسراويل القصيرة، فضلاً عن القطع المُضلّعة والمحبوكة بالنسيج الشبيه بالبشرة الثانية، والألبسة الخارجيّة المستوحاة من معطف “دافل” والمصنوعة من الجلود الفاخرة.
في المقابل، يعكس عالم التصاميم الراقية حضور Nureyev الفاخر على المسرح، وتألّقه، وجرأته، وأناقته، في حين يُشير في بعض الأحيان إلى شغفه الخاص بجمع الأقمشة القديمة. يسود مصدر الوحي هذا بشكل واضح على أثواب الكيمونو التي تشتمل بالكامل على تقنيات يدوية قديمة وعريقة، أنجزها حرفيّون خبراء في اليابان. ويرتكز ثوب كيمونو “أوتشيكاكي” الفضيّ والمصنوع باتّباع تقنيّة الحياكة المرموقة “هيكيهاكو” Hikihaku على ثوب لـ”نورييف” ارتداه ذات مرّة، وقد عَمِلَ عشرة أشخاص مدّة ثلاثة أشهر لاستكمال التصميم. وفي التصاميم الراقية أيضًا، تكتسب التطريزات الأرشيفية طابعًا خاصًا بها، لا سيّما فستان “ديبوسي” Debussy – وهو ابتكار مذهل حلم به السيد “ديور” عام 1950 وارتدته “مارغو فونتين” – الذي أُعيد ابتكاره هنا بإصدار ذي طابع ذكوريّ.
تُجسّد الأكسسوارات كلّ من البساطة، والرصانة، والفخامة الخاصّة بكلا العالمَين، وأحيانًا تمزج هذه العناصر في ما بينها في الوقت نفسه.
يُحاكي تصميم مصنوع بإتقان من جلد “سان كريسبينو” أحذية الراقصين كما أنّه يدمج تأثيرات مرجعية خاصّة بتقاليد ملابس السهرة الرجالية، وهو يتباين مع أحذية “ماري جاين” Mary Jane الرياضيّة المصنوعة من الحرير والبوليستر خصّيصاً للرجال. وعلاوةً على ذلك، تأتي الحقائب ذات البنية المرهفة والخصائص العمليّة لتُعزّز رموز الدار، مثل حقيبة الكاميرا المصنوعة من نمط “كاناج” المضرّب والمُحبّب بالحجم الضخم “ماكرو” والحقائب التي يتمّ وضعها حول الخصر. أمّا القبعات المخملية الفاخرة، التي صمّمها “ستيفن جونز” في الأصل عام 1999 لملابس “ديور” Dior النسائية، فتتّخذ الآن هي أيضًا شكلاً ذكوريًا على غرار تربان الراقصين بأسلوب يلتفّ حول الرأس المصنوع من الحرير وقماش “جيرسي”.
يتمّ الكشف عن مجموعة “ديور” Dior لموسم شتاء 2024-2025 في عرض من إخراج “بايلي والش” على وقع موسيقى للمؤلّف “ماكس ريختر”. وهنا، أعاد “ريختر” النظر في موسيقى “سيرغي بروكوفييف” خصيصًا للعرض.
تمّ عزف أغنية Dance of the Knights، المأخوذة من رقص الباليه “روميو وجولييت” من تأليف “بروكوفييف”، وقد رقص على أنغامها “نورييف” وفونتين” في لندن عام 1965.