بدأت مصممة المجوهرات والساعات الفاخرة Caroline Scheufele فصلاً جديداً من خلال استهلالها لتوليفة تجمع بين عالمي المجوهرات والأزياء، فقد ابتكرت مجموعة رائعة مؤلفة من 50 صورة سيتم الكشف عنها خلال عرض أزياء حصري يتم تقديمه ضمن إطار فعاليات الدورة 76 من مهرجان كان السينمائي. صممت هذه المجموعة لإضفاء الحيوية والتناغم على المجوهرات والأزياء، حيث تسهم التصاميم المدروسة باستحضار ترصيعات الأحجار الكريمة والتطريز الحرفي الدقيق وبنية النسيج لتدمجها باتساق يتكامل مع المجوهرات الفاخرة، فتتألق بذلك الأزياء والمجوهرات كل منها على حدى ومن ثم لتزداد ألقاً مع بعضها البعض. تقدم مجموعة أزياء كارولين (Caroline’s Couture) المبتكرة نهجاً جديداً بالكامل للأزياء التي تستخدم على مدار وقت طويل. فقد صنعت القطع في هذه المجموعة الأولى مع التأكيد على ديمومتها، إذ لا يراد منها أن تكون قطع محورية في الإطلالة لموسم واحد ومن ثم تصبح قديمة الطراز، بل يمكن طلبها في أي وقت وعام بعد عام كقطع رمزية تتناسب تماماً مع خزانة الملابس دائمة الاستخدام. فمثل قطع المجوهرات، تتمحور فكرة هذه الملابس حول مفهوم الحب بقدر ما تتعلق بكونها استثمارات دائمة مصممة لترافق المرأة في مضيها نحو مستقبل منطقي، فما تعشقه مرة يمكنك أن تعشقه في كل مرة.
Caroline Scheufele صاحبة الرؤية الإبداعية
تتميز Caroline Scheufele، الرئيس المشارك والمدير الإبداعي لدار شوبارد، بطاقة متقدة وأسلوب متفرد ومنهجية مميزة. وهي شخصية دائمة الأسفار والترحال تستكشف العالم وهي تحمل كراسة الرسم في متناول يدها. فتسبر كل مكامن الجمال في العالم وتنقل سحره بإبداع دائم التجدد. في حين تضفي شخصيتها المفعمة بالمرح والحيوية جاذبية فريدة على كل مظهر من مظاهر الحياة. وقد أثار تصميمها لمختلف مجموعات الساعات والمجوهرات تساؤل جوهري: كيف يمكن للمرء أن يجمع بين المجوهرات والملابس ضمن صورة واحدة تشكل كياناً واحداً لا يتجزأ؟ ما المواد وما الهيكلية وما القياسات وما هو نطاق الألوان الذي سيضمن تكامل متسق تماماً لجميع الأبعاد التي تتكون منها الإطلالة؟
عندما تتناغم الأزياء الراقية مع المجوهرات
كانت هذه العوامل الرئيسية التي تفكر فيها Caroline Scheufele عندما قررت بطبيعة الحال توسيع خبراتها لتشتمل على مجموعة الأزياء الراقية التي تتضمن 50 صورة مصممة بالتناغم مع إبداعات المجوهرات التي تتكون منها مجموعة (Red Carpet)، وسيتم تقديمها خلال عرض للأزياء ضمن فعاليات الدورة 76 لمهرجان كان السينمائي. وبالرغم من العمل مع فريق من خبراء الأزياء الراقية لصنع هذه المجموعة، إلا أن كارولين شوفوليه ماتزال هي القلب النابض لهذا المشروع المبتكر للتعبير عن رموز المجوهرات والموضة من خلال حوار بنّاء وعميق. حيث تقدم أزياء كارولين (Caroline’s Couture) للنساء إمكانية تشكيل إطلالاتهن وملابسهن بطريقة منسقة تماماً، وهو ما عبرت عنه كارولين شوفوليه بقولها: “أردت ابتكار مجموعة للنساء ممن يرغبن -كما أرغب- بارتداء الملابس بطريقة تتماشى بالكامل مع ما هنّ عليه اليوم. فالنساء يعشقن الجمال، وأقصد هنا الجمال الحقيقي، أي ذلك النوع من الجمال الذي لا ينتهي عهده فيغدو قديم الطراز. أناقة خالصة تتجلى في ملابس نعتز بها مع مرور الوقت ويمكننا ارتداؤها في ظروف مختلفة وبطرق لا حصر لها دون أن تفقد قيمتها أو ملائمتها. خزانة ملابس مثل مجموعة من المجوهرات تزداد قيمتها مع مرور الوقت لأنها ترافق مواقف الحياة وتحمل بين طياتها تجارب وذكريات ولحظات لا تنسى. فقد أردت أن أنقل هذا النهج في التعامل مع المجوهرات وتحويله إلى أزياء.”
عملية إنتاج مستدامة
باعتبارها شخصية رائدة في مجال التنمية المستدامة، كان من الضروري لكارولين شوفوليه في هذه الخطوة الأولى التي تخطوها في عالم الموضة أن تبتكر طريقة عمل تتوافق بالكامل مع النهج الذي تتبناه وتدافع عنه في سوق المنتجات الفاخرة. في حين أن المبادئ الأساسية لصناعة الأزياء تتطلب إنتاج ملابس محكوم عليها بشكل منهجي بالتقادم المبرمج، نظراً لوتيرة المجموعات التي تقدمها دور الأزياء من أربع إلى عشر مرات في كل عام، بيد أن كارولين شوفوليه تتبنى نفس الأساليب المتبعة في صناعة المجوهرات؛ التي تعتمد على استخدام أفضل المواد وتطوير الأقمشة لابتكار تركيبات فريدة والعمل مع أبرع الحرفيين. يعتبر هذا النهج في العمل نهج انتقائي للغاية، ويمثل طريقة لإحياء الأزياء القديمة الطراز في عملية صنع الملابس، بينما يتبنى في الوقت ذاته مقاربة عصرية تماماً لأسلوب الأزياء. وهو نهج مستدام فيما يتعلق بترتيب الأقمشة ودمجها في المجموعات بدقة متناهية؛ فقد تم استخدام كل متر من القماش للحد من إهداره قدر الإمكان.
الأقمشة.. مادة الأحلام
الشيفون والتفتا والساتان والحرير والدانتيل، يتم الحصول على نسبة كبيرة من الأقمشة المستخدمة في صنع أزياء المجموعة من معمل “جيكوب شلايفير” (Jakob Schlaepfer) الواقع في مدينة سانت غالين السويسرية والذي أصبح مرجع ومورد عالمي لأقمشة الأزياء الفاخرة منذ إنشاءه. كما تستورد أيضاً بعض الأقمشة من ورشات (Gentili Mosconi) الواقعة في مدينة كومو الإيطالية، ولاسيما أقمشة الجاكار المشهورة عالمياً والتي تم العمل عليها وإعادة تصميمها بما يلبي المتطلبات الفريدة لمجموعة أزياء كارولين (Caroline’s Couture). بينما تمت عمليات التطريز في الهند على يد أبرع الحرفيين في معهد (Kalhath Institute) وطعّمت بالخرز الياباني الذي يعتبر الأصغر من نوعه في العالم. تتطلب هذه الحرفة درجة عالية من الصبر، فهي بمثابة احتفاء بالوقت الذي ما زالت الحرفية الفنية على استعداد لتكريسه لمثل هذه الإنجازات الرائعة. صنعت كل مادة من هذه المواد المستخدمة خصيصاً لهذه المجموعة بغية تطوير تركيبات رفيعة وراقية إلى حد استثنائي، تعكس مجوهرات مجموعة (Red Carpet) التي صيغت في ورشات دار شوبارد في جنيف.
خزانة ملابس مصممة مثل المكتبة
يمثل أكبر تحد واجهته مجموعة أزياء كارولين (Caroline’s Couture) في تطوير تشكيلة بارعة وجذابة من الملابس تخدم أيضاً إبداعات الدار من المجوهرات وتستعرضها بأفضل حال ممكنة. وبدأ نطاق الألوان المستخدم ضمن المجموعة باللونين الأبيض والأسود، لاسيما أنه يوفر العديد من الخيارات الآمنة والجميلة التي تعكس لوحة ألوان الأحجار الكريمة. وبدورها توفر بنية وتركيبات الملابس دعم هام لقوام الجسم من خلال نظام مشد داخلي مبتكر يضمن منح المرأة قامة مهيبة وبهية. وركزت مشغولات التطريز والزخرفة على تعزيز صورة النصف السفلي من الجسم بدء من الخصر، وبالتالي تُركت منطقة الخصر خالية كصندوق المجوهرات الذي يقدم حيز فارغ فيتحلى بالمجوهرات التي تزينه. وكانت الغاية من ذلك أن تندمج هذه القطع المنفردة مع بعضها البعض أو مع غيرها من قطع الملابس الأخرى. تسعى مجموعة أزياء كارولين (Caroline’s Couture) لتشكيل خزانة الملابس مثل المكتبة بحيث تجعل من اللحظات التي تعيشها المرأة وهي ترتدي أزياء المجموعة لحظات لا تنسى، وتعزز الثقة والإشراقة المصممة لجميع النساء اللواتي قررن ما يرغبن بأن يكن عليه.
معهد (Kalhath Institute)
باعتبارها رئيسة لدار شوبارد، سعت كارولين شوفوليه دائماً لإيجاد عالم أكثر انصافاً من خلال إيجاد ممارسات مسؤولة من النواحي الأخلاقية والاجتماعية والبيئية. وما كانت مجموعة الأزياء هذه لتوجد على أرض الواقع لولا أنها متأصلة بعمق مع هذه القيم الإنسانية، ولذلك تمت كامل عمليات تطريز مجموعة أزياء كارولين (Caroline’s Couture) في معهد (Kalhath Institute) الواقع في مدينة لكناو شمال الهند، والذي تأسس في عام 2016 بإشراف ماكسيميليانو موديستي. وقد علقت كارولين شوفوليه على ذلك بقولها: “عندما تكون محظوظاً بما يكفي لتعيش حياة ساحرة، فمن الأصح أن تقدم مقابل ذلك ما تستطيعه لمنفعة الآخرين فتنشأ بذلك دائرة يعم فيها الخير على الجميع. ومن جهته يعمل معهد (Kalhath Institute) على تقوية وتعزيز مهارات الحرفيين، لنقل هذه الخبرة الاستثنائية داخل الهند ولتأطيرها ضمن شروط تمكن الحرفيين من كسب أجور عادلة، وهو ذات النهج الذي نتبناه في شوبارد منذ عدة سنوات.”