شهد العالم العربي ولادة أهم الأيقونات النسائية الأكثر شهرة، بدءًا من السيدات العظماء إلى صانعات القرار اللواتي يستحقن الإحتفال بهن. قلبت هؤلاء السيدات الرائدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا السرد وتركن بصمة دائمة على المشهد الثقافي في المنطقة، نسلّط الضوء على بعضهنّ.
الملكة رانيا
لا تحتاج الملكة رانيا إلى مقدمة. بصفتها مدافعة دولية عن حقوق الإنسان ومدافعة قوية عن أطفال العالم، يركز عملها على الحوار بين الثقافات والتعليم وتمكين المرأة وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات العالمية. هي أم لأربعة أولاد، تحمل شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في القاهرة وعملت في مجال البنوك وتكنولوجيا المعلومات قبل الإنضمام الى العائلة المالكة الأردنية والزواج من الملك عبد الله الثاني. تسعى الملكة رانيا إلى تحدي الصور النمطية السائدة حول الثقافات العربية والإسلامية، وتعمل على تعزيز التفاهم والقبول بين الناس من جميع الأديان والخلفيات.
أم كلثوم
برزت “كوكب الشرق” بفضل شخصيتها المسرحية التي لا مثيل لها ونطاقها الصوتي الشامل، لتصبح الصوت الذي يتردد صداها دائمًا للأجيال القادمة. ولدت لأب إمام في منطقة دلتا النيل في مطلع القرن العشرين. تجاوز أدائها المتميز والمرتجل في كثير من الأحيان الزمان والمكان وإستمرت في جذب الجماهير في جميع أنحاء المنطقة وما بعد نصف عقد تقريبًا بعد وفاتها. أشاد بها بعض الفنانين الأكثر نفوذاً في العالم بما في ذلك Bob Dylan وBeyonce، وكانت الفنانة العربية الوحيدة التي تم تسميتها من بين أعظم 200 مغني في Rolling .
فيروز
لغز دائم من التميز والنعمة وهي الأكثر شهرة في العالم العربي. ينعش صوتها الروح بألوانه المخملية وسحره. بعد إنطلاقتها الفنية في الخمسينيات والستينيات، وقفت أغانيها كبريق أمل حتى خلال أحلك أيام الحرب الأهلية اللبنانية، مما عزز مكانتها كرمز وطني موحد. روت في مقابلة عام 1989: “إختياري للموسيقى مرتبط دائمًا بالحب، وليس بالسياسة”. تُلقب فيروز “سفيرة لبنان إلى النجوم” بفضل الإشادة الدولية التي تحظى بها، وهي تجسّد جوهر رمز ثقافي عبر الأجيال، ولا تزال تلهم الفنانين في جميع أنحاء المنطقة.
زها حديد
بغداد هي مسقط رأس أحد أشهر المهندسين المعماريين في العالم زها حديد. نشأت في أسرة عالمية في وقت مزدهر لبناء الدولة في العراق، إحتضنت زها حديد أفكار التغيير والحرية والإصلاح الاجتماعي في سن مبكر. تخصصت المهندسة المعمارية البريطانية العراقية في الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت قبل أن تنتقل إلى لندن عام 1972 لمتابعة دراساتها المعمارية. رؤيتها الرائدة وتصاميمها التفكيكية جعلتها شخصية بارزة في الهندسة المعمارية المعاصرة. في عام 2014، أصبحت أول امرأة على الإطلاق تفوز بجائزة Pritzker.
داليدا
قلة من الفنانات في التاريخ يضاهين جاذبية داليدا العالمية. ولدت ونشأت في مصر حيث عمل والدها عازف كمان رئيسي في أوبرا القاهرة، نسجت المغنية الإيطالية الفرنسية علاقة مغناطيسية مع جمهورها تجاوزت حياتها وجعلتها رمزًا ثقافيًا لأجيال قادمة. بعد تتويجها بلقب ملكة جمال مصر عام 1954، إنتقلت إلى باريس لتوسيع آفاق مسيرتها المهنية وحققت الشهرة بين عشية وضحاها في عام 1957. غنّت داليدا بلغات متعددة، وباعت ملايين التسجيلات في جميع أنحاء العالم. لا تزال أغانيها العربية من السبعينيات بما في ذلك “سلمى يا سلامة “و”حلوة يا بلدي” تُعزف مرارًا وتكرارًا حتى اليوم. على الرغم من مأساة حياتها الشخصية، التي دفعتها إلى الإنتحار في سن 54 عامًا ، إلا أن تأثيرها الهائل على الموسيقى والأزياء وثقافة البوب ما زالا حيّاً.
Septimia Zenobia
جريئة وقوية وطموحة وجميلة، هكذا وُصفت الملكة العربية المقاتلة زنوبيا ملكة تدمُر، التي تمكنت من الوقوف بوجه الإمبراطورية الرومانية والإنتصار عليها، لتحكم ولو لفترة قصيرة من الزمن أراضي شاسعة إمتدت من العراق شرقاً وصولاً إلى مصر. حكمت زنوبيا تدمُر، التي كانت تابعة للرومان، منذ عام 267 أو 268 إلى عام 272 م، وكما إنتصرت على الرومان، انهزمت أمامهم لاحقاً بعدما خلّد التاريخ إنجازاتها الكبيرة وجرأتها على مواجهة أكبر إمبرطورية في التاريخ، لتصبح ملكة عربية لا مثيل لها.