كيف لنا أن نستخلص الطبيعة الجامحة ونحبسها في قارورة؟ ففي هذا الأصدار السابع من مجموعة Parfums- Jardins، تعيدنا Christine Nagel إلى رحلتها الأولى في جزيرة كيثيرا في بيلوبونيز. وإذ تستعيد سحر أعمال الخيميائيين، تعود إلى الإبداعات الشعرية التي تترجم الأحاسيس التي توّلدها أعشاب النجيلية الذهبية، خشب الزيتون، والفستق الطازج التي لا يُستخلص عبيرها. إنها حديقة الذكريات المولودة من ذكريات السفر عبر اليونان، والتي عززتها صانعة العطور لدى Hermès.

تقول الأسطورة إن إلهة الحب أفروديت وُلدت في جزيرة Cythère، وفي ربوع هذه الجزيرة، يظهر كرم الأرض الأم، وفيها يعود المرء إلى أحاسيسه وذكرياته، إنها جزيرة الطفولة الحالمة، جزيرة الرغبة الهادئة وجزيرة الذات السرية والحقيقية، وفي نهاية الرحبة ومع إقتراب المساء وإندثار الريح الدافئة، يقف القلب الفَرح العابق بشذا اليونان وحضورها الأخّاذ ويهمس قائلاً: “أنا في دياري”.

إنها الروعة، إنها المفاجأة، تجول في حديقة غنّاء لم تطأها قدم أو تغيّرها يد، إنها حديقة لا يلوّنها الأخضر ولا تزينها الزهور، بل هي حديقة شقراء، حديقة تنمو دون ان تسقيها الأمطار أو تعتني بها يد بشرية، وإلى جانب شجر الزيتون، ينمو الفستق الطازج وأعشاب النجيلية التي يصل عبيرها الأخّاذ إليك على صهوة النسيم العليل، وفي الأفق زرقة البحر والسماء، تضفي قوةً جديدةً، هل هي السعادة التي وعدتَك بها زرقة السماء التي لا يخفت فيها نور الشمس؟ أو قوة جذع شجرة الزيتون، الذي لا تتملك نفسك فتهرع لمعانقته؟

تتألق علبة عطر Un Jardin à Cythère برسم من إبداع Elias Kafourous وهو فنان يوناني يتمتع بأسلوب فني مميز، إذ يستخدم الحبر والأقلام والطلاء لإبتداع تصاميمه المفضّلة التي ألهمت الكثير من تصميمات أوشحة Hermès ، بما فيها وشاح Eleftheria الذي سُمي تيّمناً بالحرية، والذي إبتدعه Elias Kafourous في العام 2021 للإحتفال بالمئوية الثانية لإستقلال اليونان. ويستمدّ الفنان اليوناني الإلهام من الأعشاب التي طرّزتها أشعة الشمس باللون الذهبي ومرّ عليها النسيم ولوّحها، ومن اللون الزهري الذي يمثّل حبات الفستق، واللون الأخضر الذي يميز أشجار الزيتون، والخلفية الزرقاء التي تبيّن إمتداد البحر، ليمزج العناصر المميزة التي تُنتج هوية عطر Un Jardin à Cythère.