في السنوات القليلة الماضية، إزداد عدد السيارات الكهربائية ذات التصميم الفاخر حول العالم بسرعة كبيرة، وليست صناعة السيارات وحدها هي التي تشعر بالآثار، ولكن صعود عدد السيارات الكهربائية له تأثير مضاعف على الصناعات الأخرى، سواء كانت صناعات الطاقة أو النفط والتعدين خاصةً مع قيام الحكومات وشركات تصنيع السيارات في جميع أنحاء العالم بتقديم وعود بيئية، مثل وعود حكومة المملكة المتحدة بعدم تصنيع سيارات بنزين أو ديزل جديدة إعتبارًا من عام 2030 والإعتماد على سيارات كهربائية فقط. لذلك، يمكننا أن نتوقع رؤية السيارات الكهربائية التي كانت تعتبر نادرة وقليلة على الطرق في كل مكان في السنوات القليلة القادمة.
كيف تؤثر صناعة السيارات الكهربائية الفاخرة على قطاعات الأعمال والصناعات الأخرى؟ إن إنتشار السيارات الكهربائية وإتخاذ العديد من الحكومات والشركات الكبرى لصناعة السيارات قرارات بالتحويل الكامل إليها في السنوات القليلة القادمة له تأثير كبير سلبي وايجابي على العديد من الصناعات من حيث الربح والإنتاجية. هذا هو ما سنتحدث عنه في هذه المقالة، وقد قمنا بإدراج بعض الصناعات الرئيسية التي ستتأثر أكثر من غيرها مع زيادة إستخدام السيارات الكهربائية.
صناعة السيارات
لنبدأ بصناعة السيارات، وهي إحدى الصناعات الأكثر تأثرًا بظهور المركبات الكهربائية حيث أصبح هناك ضغط كبير على صناع السيارات التقليدية للتكيف مع هذا الواقع الجديد خاصةً المتخصصون في صنع البطاريات، ونحن نشهد بالفعل بعض التحولات الرئيسية.
على سبيل المثال، أعلنت شركة تويوتا أنها ستتوقف عن بيع السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود لصالح السيارات الكهربائية بحلول عام 2030. وتشير هذه الخطوة الكبيرة إلى مدى جدية تويوتا في التعامل مع صعود السيارات الكهربائية. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تشهد صناعة السيارات إنخفاضًا في الطلب على زيوت المحركات، هذا لأن المركبات الكهربائية لا تستخدم الزيت، لذلك ستكون هناك حاجة أقل له في المستقبل.
من المتوقع أيضًا أن تشهد صناعة بطاريات السيارات الكهربائية إرتفاعًا غير مسبوقًا إذا إستمرت مبيعات السيارات الكهربائية في التقدم بالمعدل المقدر، فستكون هناك حاجة لحوالي 60 مليار دولار من البطاريات الكهربائية لتلبية الطلب. بالنسبة للشركات التي طالما كانت مهتمة بإبتكار البطاريات وإبداعها، فإن التركيز المتزايد على تشجيع الناس على التحول إلى سيارة كهربائية سيكون بمثابة موسيقى لآذانهم.
لا تقتصر إستفادة المصنعين على زيادة الطلب على البطاريات الكهربائية فقط ولكن تقدم العديد من الحكومات الآن حوافز للشركات إذا تمكنت من إيجاد طرق آمنة لتحسين نطاق البطارية وأدائها.
المعادن والتعدين
هناك تزايد ملحوظ في الطلب على المعادن التي تدخل في صناعة بطاريات السيارات الكهرباء مثل الليثيوم، والكوبالت، والنيكل حيث من المتوقع أن يرتفع عدد المركبات الكهربائية على الطريق في السنوات القادمة. بالإضافة إلى ذلك، يغير صانعو السيارات الكهربائية سلسلة التوريد بتقنيات وإبتكارات جديدة، مما يعني أنه يجب على شركات التعدين التقليدية التكيف أو المخاطرة بخسارة تعاقدات حالية ومستقبلية لكنها حتمًا من أكثر المستفيدين.
يتنبأ العديد من الباحثين أن الطلب على معادن بطاريات السيارات الكهربائية سيزداد بمقدار عشرة أضعاف بحلول عام 2025، وسيتطلب هذا توسعًا كبيرًا في طاقة التعدين والتكرير، وهو ما تستعد له الصناعة بالفعل.
على سبيل المثال، عقدت شركة ريو تينتو، إحدى أكبر شركات التعدين في العالم، شراكة مع نانو وان، وهي شركة كندية، لتطوير مواد بطاريات جديدة.
الزيت والوقود
إن الشعبية المتزايدة للمركبات الكهربائية تؤدي إلى تحرك أسواق الوقود الأحفوري، حيث يتوقع خبراء الطاقة نقص الطلب على النفط للنقل في جميع أنحاء العالم. في الوقت نفسه، من المرجح أن ثورة السيارة الكهربائية لديها القدرة على توليد طلب إضافي على الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة للسيارات التي تعمل بالكهرباء.
الطاقة
من المتوقع أن يكون قطاع الطاقة أحد أكثر الصناعات تأثراً بظهور السيارات الكهربائية، وذلك لأن المركبات الكهربائية تحتاج إلى الكهرباء لتعمل، وبالتالي سيكون هناك زيادة في الطلب على الطاقة.
لتلبية هذا الطلب، ستحتاج شركات الطاقة إلى إجراء بعض التغييرات. على سبيل المثال، قد يحتاجون إلى بناء أو ترقية محطات الطاقة الحالية وقد يحتاجون أيضًا إلى الإستثمار في تقنيات جديدة لتخزين الطاقة وتوزيعها بكفاءة.
الخبر السار هو أن قطاع الطاقة بدأ بالفعل في إجراء هذه التغييرات، تستثمر العديد من شركات الطاقة في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وذلك لأن الطاقة المتجددة أكثر إستدامة من الوقود الأحفوري التقليدي.