يسعى برنامج “ما أبدعته يد الصانع” إلى إثراء الحوار القائم منذ أمد بعيد بين علم قياس الوقت والحرف اليدوية والفن، ويعبر أبلغ تعبير عن المبادئ الأساسية التي لطالما حدّدت معالم الدار وهي: الإبداع والخبرة والدقة. وفي ظل الإحترام التام لكل من يبتكر بعقله الخلّاق ويصنع بيديه البارعتين، ينصب إهتمام هذا البرنامج على الفنانين الدوليين الذين يشاركون الدار قيمها والذين تستكشفُ أعمالُهم أشكال تعبير جديدة من خلال مواد مختلفة، وفي معظم الأحيان غير متوقعة، ووسائل الإعلام.
هؤلاء هم صنّاع الحاضر وشكل المستقبل، وفي جيجر- لوكولتر هم صنّاع ساعات خبراء، فيما يراهم غيرها مصممين وطهاة وفنانين تشكيليّين وموسيقيين وغير ذلك. وبالرغم من أن جميع المتعاونين المختارين مشهورون بجرأتهم الحالمة التي دفعتهم إلى الإرتقاء بتخصصاتهم إلى آفاقٍ جديدة، فإنهم يتبادلون الإحترام العميق نفسه الذي يكنّه صنّاع ساعاتنا للماضي الذي يشكّل ركيزة الإبداع. وبالتالي، يسلط برنامج “ما أبدعته يد الصانع” الضوء على أهمية بناء جسر وصِلات بين الماضي والمستقبل من خلال الإحتفال بالإنجازات السابقة وسبل إنجازها وأصحابها.
تقول كاترين رينييه، الرئيس التنفيذي لجيجر- لوكولتر: “تظل دارنا وفيّة لروح مؤسّسنا، أنطوان لوكولتر، فلطالما قامت على الإعتقاد الراسخ بأن التحلي بالذهن المنفتح يكفل توسيع الآفاق والإبداع الأصيل. ونسعى من خلال برنامج “ما أبدعته يد الصانع” إلى إستجماع مختلف وجهات النظر عن سبل إثراء تجارب الحياة من خلال صناعة الساعات والفن وغيرهما من التخصصات الإبداعية. ولهذا السبب، إخترنا العمل مع فنانين طليعيين وحرفيين واسعي الخيال، يبتكرون تحفًا تتحدى حواسنا وتوسّع أفق رؤيتنا وتثير مشاعر جياشة. وندعمهم من خلال تكليفهم بأعمال جديدة ليثروا بدورهم إبداع دارنا وتطورها المتواصل.”
يقبل كل الفنانين المتعاونين مع جيجر- لوكولتر على زيارة المصنع الواقع في فالي دو جو السويسرية لإكتشاف جمال المناظر الطبيعية الخلّابة وقضاء بعض الوقت مع صنّاع الساعات والحرفيين في مشاغل الحرف النادرة ®Métiers Rares والإسترشاد بما قد يلهم أعمالهم في وقت لاحق.
ترتكز كل أوجه التعاون هذه على ترابط إنساني عميق وإحترام متبادل للدور الأساسي الذي تحظى به الحرف اليدوية في العملية الإبداعية. ويقف برنامج “ما أبدعته يد الصانع” على ملتقى مصادر إلهام يربط بين مختلف أشكال التعبير عن الخيال الفني والمهارة الحرفية، ويقدّم لجمهوره وسائل تواصل جديدة بإقتراح أساليب مختلفة لرؤية عالمنا المتغير بإستمرار وتحفيز حوار جديد يذهب أبعد مما تتركه القطعة من إنطباع بصري أوّل.
تعميق روح الحوار الثقافي
منذ عدة سنوات، إستهلت جيجر- لوكولتر سلسلة تعاون مع فنانين وحرفيين من مختلف التخصصات بعيدًا عن صناعة الساعات وأقامت مجتمعًا من المبدعين الذين يعتنقون القيم نفسها ويتصورن الإبداع بأفكار مماثلة ويخوضون محادثات جديدة مع جماهير متنوعة.
شهد عام 2022 علاقات تعاون جديدة أقامتها الدار مع فنان الوسائط المتعدّدة غِيّوم مارمان وفنان طباعة الحروف أليكس تروتشوت وخبير خلط المشروبات ماتياس جيرو لتوحيد صفوف هذا المجتمع في سياق برنامج “ما أبدعته يد الصانع” بغية حثّ المزيد من التبادلات بين التخصصات وتوطيد العلاقات طويلة الأمد.
غِيّوم مارمان – التعبير عن الكون
في عام 2022، إبتكر فنان الوسائط المتعدّدة الفرنسي، غِيّوم مارمان، تشكيلًا فنيًّا جديدًا أطلق عليه إسم مسافرون: عبر الزمن – Passengers: Through Time بطلب من جيجر- لوكولتر، للتعبير عن موضوع الأوديسة النجمية – Stellar Odyssey بطريقة عميقة ومثيرة وتجسيد جمال ما لا يدركه الحسّ والقوانين الفيزيائية. ويأخذ هذا التشكيل الفني الزوّار في رحلة سماوية هم ركّابها من خلال هذا التفاعل المعقّد والمثير للضوء والصوت والحركة. كما أنه يعيد تحديد الأفكار التقليدية للنحت والمكان والزمان، بينما يطبع في الأذهان صورة الكون الفسيح ويدعو إلى التفكير في السؤال الجوهري لمعنى الوقت الحقيقي.
ماتياس جيرو – خيميائي سماوي
يشتهر ماتياس جيرو بنهجه الطليعي والرائد بين جيل جديد من خبراء خلط المشروبات لأنه يجمع بين مهارات شيف المطبخ والعطّار والفنان التشكيلي للارتقاء بحرفة خلط المشروبات إلى شكل فني يشبه الخيمياء في بعض الأحيان. وبحكم عمله مع مختلف درجات الحرارة والبنى والألوان والأشكال والروائح والنكهات، توفّق إبداعاته بين الذوق الفني والخبرة التقنية وإهتمام بالغ بالتفاصيل. وأعد لجيجر- لوكولتر قائمة كوكتيلات خفيفة وفريدة للغاية، تشيد بالأصول السماوية لضبط الوقت وتنهل إلهامها من روائع سماء الليل وتعقيد صناعة الساعات الفلكية وفخامة طبيعة فالي دو جو.
أليكس تروتشوت – عندما تنأى الحروف عن الكلمات
جسّد فنان طباعة الحروف، أليكس تروتشوت، المقيم في نيويورك، قيم الدار العريقة من خلال أبجدية جديدة كُتب لها أن تصبح سمة إضافية من سمات العلامة. ويرى تروتشوت أن تصميم الحروف “ليس وسيلة تواصل شفهية للوسائط المكتوبة”، إذ إستوحى الأبجدية الجديدة من أسلوب “آرت ديكو” الذي يعبّر عن القيم المتحرّرة والطليعية التي سادت في حقبتي العشرينيات والثلاثينيات حينما إبتُكرت ساعة “ريفيرسو”. وتكتسي الأبجدية الجديدة طابعًا جريئًا ومعاصرًا وتتميّز بشكل منحوت عالي الجودة وينبثق عنها إحساس صارخ بالعمق البصري الذي ينقل مشاعر الزخم والحركة.
نينا ميتاييه – توسيع آفاق الشكل والذوق
إشتهرت الشيف الحلواني الباريسية نينا ميتاييه بإبداعها وفنها ونكهاتها الإستثنائية، وفتحت آفاقًا جديدة لحرفة صنع الفطائر التقليدية وحوّلتها إلى شكل من أشكال الفن المميّزة. وأعدّت لمقهى 1931 من جيجر- لوكولتر قائمة خاصة من الفطائر التي تتميّز بالقدر نفسه من الجمال والحلاوة، فهي تحف فنية ذات شكل رائع تجمع بين النكهات المثيرة لفالي دو جو وأشكال أنيقة مستوحاة من أسلوب “آرت ديكو” لا يقوى عليها الزمن.
مايكل مورفي – تشويش الإدراك الحسي
يصف الفنان الأمريكي مايكل مورفي تشكيلاته الفنية بأنها “صور خداع بصري في حيّز ثلاثي الأبعاد”، تضطر المشاهد إلى تغيير مكانه لتقديرها تمام التقدير. ويتغيّر الإدراك الحسي كلما تحرّك المشاهد. وإحتفالًا بمرور 90 عامًا على إبتكار ساعة “ريفيرسو”، صمّم لجيجر- لوكولتر التشكيل الفني زمكان – Spacetime الذي يستكشف العلاقة القائمة بين أبعاد المكان المادية الثلاثة والبعد الزمني الرابع.
زيمون – الإحتفال بطبيعة الصوت
يقتضي عمل فنان الوسائط المتعدّدة السويسري، زيمون، إستخدام مواد أوليّة بسيطة ومكوّنات صناعية يعاد تصميمها لأغراض أخرى من أجل إبتكار مجموعة متنوعة من الأصوات والحركات المعقّدة، لإعادة تأويل الأفكار التقليدية التي تتناول النحت والمكان والزمان. ويعبّر تشكيله الفني صانع الصوت – The Sound Maker المصمّم لجيجر- لوكولتر عن العلاقة الوثيقة القائمة بين صنّاع ساعات الدار والمشهد الصوتي الطبيعي لبيئتهم في فالي دو جو.
في كل عام، تُعرض هذه الأعمال المصمّمة بناءً على تفويض خاص في المعارض التي تشترك فيها جيجر- لوكولتر في جميع أنحاء العالم، مما يتيح تهيئة فرص جديدة لإشراك الجمهور في هذا الحوار الشامل عن الفن والحرف والتصميم.
تقول كاترين رينييه: “الفن كله شكل من أشكال التواصل، يقوم على الطريقة التي ينظر بها الفنان أو الحرفي إلى العالم. وتجاوب كل مشاهد مع تحفة معيّنة، حتى ولو كان شخصيًّا، يشكّل جزءًا أصيلًا من هذا التواصل”. وبرنامج “ما أبدعته يد الصانع” وسيلة تتيح لنا وللفنانين التواصل مع مختلف الجماهير، كما تتيح لهذه الجماهير التواصل معنا بطريقة مختلفة كأن نجذبهم إلى أطراف حوار جديد، وربما غير متوقع، ونتيح لهم إكتشاف العالم بحواسّ مختلفة.”