صدع سيلفرا وسحر الغوص بين قارتين في المياه الجليدية

يعتبر صدع سيلفرا الواقع بين الصفيحتين التكتونيتين الأميركية الشمالية والأوراسية، على مفترق طرق بين قارتين، أحد أشهر مواقع الغوص في العالم، ويقصده السياح الذين يستكشفون كل صيف أعماق مياهه الجليدية. وتشكل هذه الممرات من الصخور المغمورة في قلب متنزه ثينغفيلير الوطني، في محاذاة إحدى أكبر بحيرات آيسلندا، تجاويف عميقة يتجاوز أحدها 60 متراً، تقع بين القارتين اللتين تتباعدان كل سنة بمعدل نحو سنتيمترين.

وتختلط الإنعكاسات الضوئية المائلة إلى اللون البرتقالي بدرجات عدة من الأزرق، وتكتمل لوحة الألوان بالرمل البيج والأعشاب البحرية الخضراء الفسفورية.

يقع الصدع والوادي المحيط بأكمله على أعراف منتصف الأطلسي وهي قمم في وسط المحيط تعبر ايسلندا من جانب إلى آخر، مما يجعلها واحدة من أكثر المناطق البركانية نشاطًا في العالم. وقد تشكل الصدع بسبب زلزال حصل قبل أكثر من قرنين نتيجة هذا الإنجراف التكتوني، وتأتي مياه سيلفرا الشفافة من ذوبان نهر لانغيوكول الجليدي القريب. وتمتد المياه على طول نفق من طبقات المياه الجوفية بطول نحو خمسين كيلومتراً.

ويوفر نظام الترشيح عبر الصخور البركانية مياه بالغة النقاء. من هنا، يمكن أن تتجاوز الرؤية تحت الماء 100 متر فيصبح المشهد الذي يجمع الضوء والظلام مذهلاً وساحراً.

وعلى كل غطّاس أن يضع تجهيزات الغطس كاملة قبل أن يغوص في المياه، ومنها بدلة مقاومة للماء، وقفازات للغوص، وغطاء للرأس، وقناع، وأنبوب للتنفس، وبالطبع زعانف. وتتيح هذه التجهيزات للغواص أن يبقى جافاً وأن يطفو بسلام على السطح في مياه تتراوح حرارتها بين درجتين وثلاث درجات مئوية على مدار السنة. وبالتالي لا يتبلل سوى جزء من الوجه واليدين.

ومن النشاطات الأكثر إستقطاباً الغطس مع الإستعانة بقصبة التنفس السطحي أو ما يعرف بـ”سنوركلينغ”، ولكن في إمكان ذوي الخبرة وحاملي شهادة في المجال الغوص إلى عمق 18 متراً مستعينين بأسطوانة أكسجين للتنفس.

تابعونا على انستاغرام !

 لمزيد من المقالات الرائعة تابعو قناتنا على واتساب.

40841

مجلة ليالينا