أعلن قصر باكنغهام مساء أمس الخميس، وفاة الملكة إليزابيث الثانية، ملكة المملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، ورئيسة الكومنولث، وأطول الملكات خكمًا في تاريخ بريطانيا، عن عمر ناهز الـ96 عاماً. بعد ساعات قليلة من تدهور حالتها الصحية، وقد توفيت الملكة، في قصر بالمورال، حيث أقامت خلال الفترة الأخيرة بقلعة وندسور بعيداً عن قصر باكنغهام في لندن.
وكانت قد أثارت تقارير عن الحالة الصحية للملكة إليزابيث الثانية حالة من القلق في أرجاء القصر الملكي وبين الشعب البريطاني، وذلك بعدما أفاد القصر الملكي أن الملكة تخضع للإشراف الطبي في قلعة بالمورال باسكتلندا، بعد تراجع حالتها الصحية، وأعلن الطبيب المختص بشؤون القصر، قبل يوم واحد تدهور حالة الملكة الصحية، وبقائها تحت الملاحظة الطبية، بعد أشهر من المراقبة الدقيقة لحالتها. وبمجرد أن تم الكشف عن تطورات الحالة الصحية للملكة وتعبير أطبائها عن مدى قلقهم هذه المرة، حرصوا على إستدعاء أسرتها من أجل الوقوف بجانبها في هذه المحنة الحرجة.
عائلة الملكة إليزابيث تتواجد حولها قبيل وفاتها
وقد توجه أفراد العائلة الملكية إلى إلى قلعة بالمورال ليكونوا بصحبة الملكة إليزابيث في لحظاتها الأخيرة. فسافر الأمير تشارلز الوريث الشرعي لعرش إنجلترا وزوجته كاميلا دوقة كورنوال، والأمير ويليام دوق كامبريدج وخط الدفاع الثاني للعرش الإنجليزي، كما إتجه كل من دوق يورك وإيرل وكونتيسة وسكس إلى القلعة كذلك، ولكن لم تكن دوقة كامبريدج، كيت ميدلتون، بصحبة زوجها في هذه الزيارة الإستثنائية، وبقيت كيت في وندسور مع أبنائها الأمير جورج والأميرة شارلوت والأمير لويس. فيما سافر أيضاً الأمير هاري إلى اسكتلندا ليكون مع جدته قبيل رحيلها، ولكن بقيت ميغان ماركل زوجة الأمير هاري في لندن رغم أنها قد تسافر إلى بالمورال في وقت لاحق.
وعلقت هيئة الإذاعة البريطانية BBC برامجها المنتظمة وتحولت إلى التغطية الإخبارية المستمرة لتدهور صحة الملكة إليزابيث الثانية، ثم أنباء وفاتها. وأصدر قصر الحكم في لندن بياناً طبياً حول تدهور الحالة الصحية للملكة قبل وفاتها بساعات، وجاء فيه: “بعد مزيد من التقييم هذا الصباح، فإن أطباء الملكة قلقون على صحة جلالتها وأوصوا ببقائها تحت الإشراف الطبي، والملكة لا تزال مقيمة في بالمورال “. تابع البيان: “جميع أبنائها الأربعة، الأمير تشارلز والأميرة آن والأمير أندرو والأمير إدوارد، إما معها أو في طريقهم إلى قلعة بالمورال في اسكتلندا. كما تسافر دوقة كورنوال والأمير ويليام جميعا إلى بالمورال ليكونوا معها، وهاري وميغان، اللذان كانا بالصدفة في المملكة المتحدة لعدد من الإرتباطات، يسافران أيضاً إلى بالمورال”.
وتولت الملكة إليزابيث الثانية حكم المملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، منذ السادس من فبراير 1952، ولمدة 70 سنةً و7 أشهرٍ ويومان، لتصبح بذلك ثاني أطول الملوك حكما”. وشهدت الفترة الماضية إنسحاب الملكة إليزابيث الثانية إلى حد كبير من الحياة العامة منذ أن واجهت مشاكل صحية في أكتوبر الماضي وقد بدت في إطلالتيْن قبل ذكرى إعتلائها العرش ضعيفة وتمشي ببطء، ولم تكن الأشهر الماضية سهلة بالنسبة إليها.
إحتفال الملكة إليزابيث الثانية بيوبيلها البلاتيني
إحتفلت الملكة إليزابيث الثانية، باليوبيل البلاتيني لإعتلاء العرش، في يونيو الماضي، بمناسبة مرور 70 عاماً على توليها العرش. وتم تكريمها خلال الإحتفالات بمسيرة مكونة من 10 آلاف شخص ساروا في شوارع لندن، إلى جانب مشاركة ملايين البريطانيين في آلاف الفعاليات والاحتفاليات في الشوارع تكريماً للملكة إليزابيث التي تعد أكبر ملكة إعتلت العرش لفترة لم يسبقها فيها أحد إمتدت إلى 70 عاما. وقد حاولت جعل عهدها أكثر حداثة وتطورًا للجمهور المتغير الثقافات مع الحفاظ على التقاليد المرتبطة بالتاج، وهذا هو سر حفاظها على الشخصية الأسطورية التي ظهرت بها أمام شعبها وعلى الشاشة طوال فترة حكمها التاريخية.
الأصول الملكية للملكة إليزابيث الثانية
ولدت الملكة إليزابيث الثانية، وإسمها بالكامل إليزابيث ألكسندرا ماري، في 21 أبريل/ نيسان من عام 1926 في لندن، وهي إبنة ألبرت دوق يورك، المعروف لاحقًا بإسم الملك جورج السادس، وزوجته إليزابيث باوز ليون. إستمتعت الملكة إليزابيث الثانية، الملقبة بـ “Lilibet”، بالعقد الأول من حياتها مع كل إمتيازات كونها ملكية، لكن دون ضغوط كونها وريثة العرش لواحدة من أعظم الإمبراطوريات في العالم، حيث لم يكن لديها في شبابها فرصة تذكر لتولي العرش، حتى تنازل عمها إدوارد الثامن لصالح والدها في 11 ديسمبر/ كانون الأول 1936، ومنذ ذلك الوقت أصبح والدها الملك جورج السادس وأصبحت هي الوريثة اللاحقة.
تفاصيل خطة “سقوط جسر لندن”
الجدير بالذكر أنه أكدت العديد من وسائل الإعلام أن هناك خطة سوف يتم تنفيذها بعد وفاة الملكة، وتم وضع إسم لتلك الخطة وهو “سقوط جسر لندن” أو “London Bridge is Down”، حيث تم إعلام السكرتير الخاص بالملكة وهو السير كريستوفر جيدت؛ أولًا، وهو بدوره نقل الخبر إلى العائلة الملكية، وقام إبلاغ رئيس الوزراء قبل نشر المعلومة إلى 15 دولة أخرى، كما أعلن القصر الخبر إلى الشعب.
بالإضافة إلى ذلك فإنه سيتم تنكيس الأعلام عبر وايتهول كما سيتم تأجيل البرلمان والهيئات التشريعية المفوضة في اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، سوف تعلن العائلة المالكة عن خطط لجنازة الملكة والتي من المتوقع أن تقام بعد عشرة أيام من وفاتها، بعد ذلك، ستعقد رئيسة الوزراء ليز تراس لقاء مع الملك الجديد وسيقدم الملك تشارلز بثاً للأمة في الساعة السادسة مساءً من اليوم نفسه.
وفي العاشرة من صباح اليوم التالي لوفاة الملكة، يجتمع مجلس الإنضمام الذي يضم شخصيات حكومية رفيعة في قصر سانت جيمس لإعلان الملك تشارلز ملكاً جديداً وسيتم نقل نعش الملكة إلى قصر باكنغهام في لندن من قصر بالمورال التي تمكث فيه الملكة الآن في اسكتلندا، وفي صباح اليوم الثالث على وفاة الملكة، سيتلقى الملك تشارلز طلبات التعزية في قاعة ويستمنستر. وبعد الظهر، سيشرع في جولة في المملكة المتحدة، تبدأ بزيارة البرلمان الاسكتلندي وحضور قداس في كاتدرائية سانت جيلز في إدنبرة.
بينما يشهد اليوم الخامس على وفاتها إقامة موكب سيتحرك من قصر باكنغهام إلى قصر ويستمنستر، على طول طريق إحتفالي عبر لندن، ويعقد قداساً في قاعة ويستمنستر فور وصول جسد الملكة/ سيستلقي جسد الملكة في قصر ويستمنستر لمدة ثلاثة أيام بدءاً من اليوم السادس لوفاتها، في إجراء يحمل الإسم الرمزي (Feather)، حيث سيرقد نعشها على صندوق مرتفع يُعرف بإسم (catafalque) في وسط قاعة ويستمنستر، التي ستُفتح للجمهور لمدة 23 ساعة في اليوم وسيتم إصدار التذاكر لكبار الشخصيات حتى يتمكنوا من وداع الملكة. كما ستقام الجنازة نفسها في اليوم العاشر على وفاة الملكة وسيكون هناك دقيقتان من الصمت والحداد في جميع أنحاء بريطانيا في منتصف نهار اليوم نفسه.
وسبق ووافقت الملكة إليزابيث على هذه الخطة أثناء فترة حكمها، كما أنه تردد بأنه تم التدرب على جنازة الملكة وتفاصيلها تحت إشراف الملكة شخصياً، وما إن رحلت الملكة حتى تم العمل فورًا بتلك الخطة السرية، لحظة إنتشار عبارة London Bridge is down.
أحدث ظهور للملكة إليزابيث
وتجدر الإشارة الى أن آخر ظهور للملكة إليزابيث الثانية، كان يوم الثلاثاء الماضي حينما التقت برئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس وكلفتها رسميًا بتشكيل الحكومة الجديدة. وعلى الرغم أن جلالة الملكة كانت تبدو بحالة معنوية جيدة، فإنها أقلقت محبيها حيث ظهرت في يدها بقعة زرقاء اللون. وتعتبر تلك المرة الأولى في عهد الملكة إليزابيث الذي تخطى 70 عامًا على العرش؛ أن يتم تسليم السلطة في مقر إقامة الملكة في بالمورال، بدلاً من قصر باكنغهام في لندن.
الملكة إليزابيث تلغي آخر إجتماعاتها الإفتراضية بعد تدهور حالتها
وكانت الملكة إليزابيث قد قامت بإلغاء إجتماع إفتراضي لمجلس مستشاريها الخاص يوم الأربعاء، إتباعاً لنصيحة الأطباء لها بالراحة، قبل أن يتم الإعلان عن وفاتها.
وبمجرد أن إنتشرت الأنباء الخاصة بتدهور الحالة الصحية للملكة إليزابيث، سادت حالة من الحزن على عدد من محبيها الذين حرصوا على الوقوف أمام قصر باكينغهام وقصر بالمورال، فبدا على بعضهم ملامح الحزن والتأثر تزامنًا مع وفاتها، إضافة إلى حرص البعض على إصطحاب الورود قبل أن يتم الإعلان رسميًا عن وفاتها.
رد فعل الجمهور بعد إعلان تدهور ثم وفاة الملكة إليزابيث الثانية
كما إنتشرت العديد من الصور ترصد إصطفاف وسائل الإعلام العالمية حول قلعة بالمورال بمجرد الكشف عن تدهور حالة الملكة قبيل وفاتها، ورصدت وسائل الإعلام قدوم سيارات عائلة الملكة إليزابيث من أجل مساندتها في لحظاتها الأخيرة.
وبمجرد وفاتها كذلك إنتشرت العديد من الصور لواجهة قصر هوليرود، حيث كان يتم وضع لافتة على سور القصر تفيد برحيل الملكة التي جلست على العرش أكثر من 70 عامًا.
ونعى القصر الملكي؛ الراحلة عبر الحسابات الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي وكتب: “توفيت الملكة بسلام في بالمورال بعد ظهر اليوم.. سيبقى الملك والملكة كونسورت في بالمورال هذا المساء وسيعودان إلى لندن غداً”.
