تصوّر Johanna Ortiz من خلال أولى تشكيلاتها من أدوات المائدة تقاليد تناول الطعام في بلدها الأم كولومبيا، حيث تعبّر القطع عن أصالة الحرف اليدوية التي تناقلتها الأجيال في تلك المنطقة الواصلة بين المحيطين الأطلسي والهادي، لتقدّم تصاميم مميزة يدوم ألقها طويلاً. جامعةً بين الأناقة الفائقة واللمسة المرحة بعيداً عن التكلّف.
مصدر الإلهام
إستعانت الدار بعناصر مختارة بعناية فائقة لتقديم إكسسوارات أصيلة، تعكس أسلوب جوانا أورتيز الخاص في التعبير عن جمال الحياة، حيث تجسّد القطع أقصى درجات المهارة في توظيف المواد الطبيعية والتقنيات الفنية، لتحوّلها إلى تصاميم إحتفالية تمثّل رؤية الدار لمفهوم الحياة البسيطة.
التشكيلة
تتألق التشكيلة بنقوش فنية مستمدة من أرشيف الدار، خاصةً التفاصيل المزيّنة بالشراريب والرسومات المبتكرة من أشجار النخيل. مما يقدم إبداعات أصيلة تنقل اللمسة الإستوائية إلى طاولة الطعام بكل بساطة. وهذا ما يظهر من خلال المواد المصنوعة من ألياف نخيل إيراكا، والتي تم تحويلها بمهارة إلى قطع فاخرة من عناصر الطبيعة.
قد لا يعرف الكثيرون بأن شجرة النخيل تشكّل رمزاً للطبيعة في كولومبيا، حيث تنمو هذه الأيقونة النباتية التي تتميز بإرتفاعها الشاهق في الغابات المدارية على إمتداد الجبال الكولومبية، كما تعكس الغنى الطبيعي للبلاد، وتشكّل مصدر الإلهام الأساسي للتشكيلة، سواء من خلال الرسومات اليدوية أو النقوش الزخرفية أو القطع الزجاجية المعاد تصنيعها.
الإستدامة
تعتمد دار جوانا أورتيز في ممارساتها على مبادئ الإستدامة، لذلك فهي تتعاون مع مجموعة متنوعة من أبرز الحرفيين والأسماء الرائدة في الصناعة اليدوية التقليدية، وتستعين لتحقيق هذه الغاية بألياف طبيعية مستخلصة من نباتات مثل نخيل إيراكا وكوماري، والتي تلعب دوراً محورياً في الثقافة الكولومبية.
الشغف
تم إبتكار مفارش المائدة بأسلوب رائع يعكس إتقان الحرفيين للتقاليد القديمة في توظيف المواد الأولية. فمنذ زمن بعيد، وعند إنحسار القمر، إعتاد الرجال في الأرياف القديمة القيام بأعمال الصباغة، أما السيدات فيجتمعن في جلسات عائلية من أجل الحياكة.
وقد نجح السكان في الحصول على مجموعة واسعة من الألوان، من خلال الإستعانة بتدرجات طبيعية تم إستخراجها من البذور والأوراق والأغصان وألسنة الأبقار، إضافة إلى الجوز والأرز الأسود والمعادن.
الاكسسوارات
تتميز الاكسسوارات التي تقدمها العلامة بلمسة مرِحة تتماشى مع جوهر التشكيلة، حيث تعاونت جوانا أورتيز مع مؤسسة أرتيسانياس ديل أترانتيكير، الهادفة لدعم الحرفيين في المنطقة، وإستعانت بفريقها من النحاتين الموهوبين من مدينة بويرتو كولومبيا لتضيف مزيداً من الفرادة على القطع. وتقدّم حافظات الملح والفلفل التي تم نحتها يدوياً من الخشب إيحاءات إستثنائية تعزّز الشعور بالمرح.
هذا وتم صناعة قطع الزجاج المنفوخ من قبل حرفيين مهرة في مدينة بوغوتا الكولومبية. ويشكّل مصنع بوغاتا الصغير ملاذاً للمواهب الحرفية التي تبحث عن مكان بعيد عن صخب العاصمة، حيث قدّم هؤلاء الفنانون خلاصة خبراتهم لتحويل تصاميم أورتيز إلى منحوتات زجاجية رائعة على شكل قوارير مخصصة لحفظ الخل والملح والفلفل، لتضفي من خلالها أجواءً احتفاليةً على مائدة الطعام.
وتتميز كل قطعة بحضور مستقلّ يمنح عشاق الفخامة اكسسوارات أنيقة تلبي شغفهم وتعبّر عن ذوقهم الخاص.
أدوات المائدة
تم إبتكار الأواني الخزفية الخاصة بتشكيلة جوانا أورتيز في بلدة كارمن دي فيبورال الصغيرة، والتي تشتهر بتربتها الغنية بالكوارتز والفلسبار. وتحظى هذه البلدة بتقاليد عريقة في صناعة الخزف، مكّنتها من تحقيق سمعة عالمية واسعة. ورغم تميّز كل آنية بلمستها الخاصة، إلّا أن الحرفيين أبدوا مهارةً فائقةً في تحقيق الإنسجام بين جميع القطع في التشكيلة.
أمّا تميز كل منها فتمنحها مزيداً من القيمة والشخصية المستقلة. بينما تتألق هذه الأواني برسومات يدوية تستمد إلهامها من أرشيف العلامة، حيث أبدع الحرفيون تفاصيلها الزخرفية، دون الإستعانة بتقنيات الطباعة المساعدة، تقودهم في ذلك موهبتهم الإستثنائية وشغفهم بالمهنة.
اللمسة الإبداعية
تتميز التشكيلة بلمسة إبداعية فريدة تعكس أناقة الأجواء الإستوائية التي تتميز بها منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادي. كما تترافق التشكيلة مع عروض وتنسيقات مميزة للقطع، ضمن أجواء تحفل بموسيقى الجاز مع العديد من التفاصيل التي تذكّر بجمال الأمسيات في أمريكا الجنوبية.