من أطراف المنطقة الغربية في المملكة العربية السعودية الى المنطقة الوسطى، شاءت مواقع التواصل الإجتماعي أن تجمع بين أصيل وعبد العزيز ليوَحّدان إمكانياتهما الإبداعية ليبزُغ فجر مَرسَم. هذه العلامة التجارية السعودية التي تحمل في طيّاتها ثقافة، حِرفة، فن وإبداع.
خلفيات مختلفة
أصيل خرّيج نُظم المعلومات لم يكتفي بدرجته العلمية وصمّم أن يتبع شغفه في صناعة الأزياء عن طريق تعليم نفسه ذاتيًا أبرز المهارات التي تخدم طموحه لمدة ثلاث سنوات، وما زال يتعلم حتى الآن حتى أصبح يملك خبرة لا بأس بها في الخياطة والحياكة بالإضافة الى صناعة الأقمشة .
أما عن عبد العزيز فهو على مشارف إنهاء سنته الأخيرة في مشوار الطب، دائمًا ما كان يصنع لنفسه وبنفسه متنفسًّأ فنيًّا فأصبح يمارس التصميم الجرافيكي الى جانب الفن الذي يشغل حيّزاً كبيراً من رحلته كفنّان وهو الكتابة.
كواليس ولادة مَرسَم
لطالما كان أصيل مهتماً بالفنون بلا حصر، من تصميم الأزياء، الى تصميم الاثاث، والفنون البصرية، وكانت تراوده فكرة تصميم منتجات تحمل فلسفة فنية وليست إستهلاكية، وبالصدفة أبدى عبد العزيز إعجابه برداء كان أصيل يرتديه في صورةٍ ما، فتلاقت الأفكار. وأبدى عبد العزيز إعجابه بفِكر أصيل الذي يمضي بشعوره حيث يمضي به إيمانه ،وهذا ما جعله لا يتردّد في هذا التعاون وليد الصُدفة. منوهين أن دورهما الأول في مَرسَم هو إستخراج رغبة من داخل الناس لم يكونوا على علم بوجودها.
مع الإشارة الى أن مرسَم ما زال يافعاً حتى الآن وما زالوا يتعلمون من بعضهم البعض، لذلك لا يقومون بتقسيم الأدوار ولا يطلقون مسميّات، لكن بشكل أكثر تفصيلاً فإن أصيل يقوم على الإخراج الإبداعي ورسم التصاميم، أما عبد العزيز فيعمل على الإدارة التنفيذية والعمليات اليومية والّلوجستيات، ويتشاركان العمل على التفاصيل المتبقية مثل الوقت المناسب للإطلاق والطريقة المناسبة للترويج للمنتجات الى ان يصلا سوياً الى المنتج بصورته الأخيرة بتعاون سلس.
القصة وراء ثلاثية زمهرير
أتى هذا المسمى توظيفاً لفكرة أصيل وعبد العزيز لجمع أعمالهم الثلاثية تحت مسمى واحد كالروايات او دواوين الشعر، وذلك تزامناً مع عملهم على مجموعة الشتاء فوقع الإختيار على “زمهرير” ليكون عنوان لثلاثية مرسم الأولى مؤكدين على إصرارهم على إستخدام اللغة العربية بشكل كبير في مَرسَم.
هذا ويجد أصيل أن إلهامه في تصميم الأزياء أتى من شرق آسيا، من أعمال المصمم الياباني يوجي ياما موتو المعروف بقصّاته الجريئة، والمصمم البلجيكي راف سايمنز.
ويشيد بمحافظة المصممين الآسيويين على هويتهم في ظل معمعة العولمة، وهذه الفكرة لا ينفكّ أصيل عن محاولة نقلها الى مجتمع التصميم السعودي حيث انه يرى أن المملكة العربية السعودية تملك جميع مقوّمات الهوية الخالدة، ويحاول جاهداً إيجاد أرض وسطى للحفاظ على الهوية في التصاميم بين تركها تندثر، وعدم المساس بها أو إضافة أي تغيير، ويطمح الى المساهمة في ظهور حركة مهتمة بالتصميم تتبنّى هذا الفِكر.
وما يميّز مُخرَجات مَرسَم أن افكارها غالباً ما تكون ” هواجيس الليل” وتحمل معاني عميقة من القلب الى الناس، بالإضافة الى خلق مشاهد ملئها المشاعر ليجد الناس أنفسهم فيها بحكم رؤيتهم للأزياء بأنها تمثيل نموذجي للمشاعر والحضارات.
أين يقف مَرسَم حالياً؟
أشار الثنائي الى أنهم مازالوا يمرّون بعقبات ويصلحون إخفاقات في رحلة إيصال مَرسَم الى إستديو الأزياء الفعلي الذي يطمحون اليه مؤكدين أن منتجات مَرسَم الحالية ما هي الا البداية وأنهم قاموا بإطلاق هذه المنتجات للتعريف بالعلامة التجارية على وجه التحديد.
وِوفق خُطط أصيل وعبد العزيز المستقبلية، فإنهم يخططون لوضع مَرسَم على خارطة أستوديوهات الأزياء المتكاملة التي توفّر جميع عناصر الإبداع والفنون، لتضمّ المهتمين والموهوبين سواء مصممي أزياء او رسّامين أو حتى على الصعيد الاداري .
جديد مَرسَم
إحتفاءاً بتراث شمال المملكة العربية السعودية العريق، قام الثنائي بالتعاون مع فنانة من قلب الشمال تُدعى عائشة لصنع قطعة صيفية عبارة عن قميص يحمل رقصة الدحّة التقليدية للمنطقة الشمالية برسم يدوي، بالإضافة الى وشاح سيرى النور في مجموعة ربيع 2022 يضاهي بتفاصيله دور الأزياء العالمية ويحمل لوحة لمستشرق قديم أُعيد ترميمها.